سورة النّبإ (١)
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) اسم ملك تجمّل عباده بطاعته ، وتزيّن خدمه بعبادته ، وهو سبحانه لا يتجمّل بطاعة المطيعين ، ولا يتزيّن بخدمة العابدين ؛ فزينة العابدين صدار طاعتهم ، وزينة العارفين حلّة معرفتهم ، وزينة المحبّين تاج ولايتهم .. وزينة المذنبين غسل وجوههم بصوب (٢) عبرتهم.
قوله جل ذكره : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣))
مختلفون بشدة إنكارهم أمر البعث ، ولا لتباس ذلك عليهم ، وكثرة مساءلتهم عنه ، وكثرة مراجعتهم إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم في معناه.
تكرّر من الله إنزال أمر البعث ، وكم استدلّ عليهم في جوازه بوجوه من الأمثلة ... فهذا من ذلك ، يقول : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) : عن الخبر العظيم (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) قال الله تعالى على جهة الاحتجاج عليهم :
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً)
ذلّلناهم لهم حتى سكنوها
(وَالْجِبالَ أَوْتاداً؟).
__________________
(١) هذا هو اسم السورة كما جاء في ص أما في م فعنوانها (سورة عم يتساءلون).
(٢) هى في م (بضرب) وهي في ص (بصوت) وكلاهما غير مقبول في السياق ، وقد رجحنا أن تكون فى الأصل (بصوب) على أساس أن القشيري يستعمل الفعل (تتقطر) مع (العبرة) فى مواضع مماثلة ، كما أنها أقرب في الرسم.