سورة الحشر (١)
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) اسم عزيز ـ الكون بجملته في طلبه .. وهو عزيز.
الشموس والأقمار والنجوم ، والليل والنهار ، وجميع ما خلق الله من الأعيان والآثار متنادية على أنفسها : نحن عبيده ... نحن عبيد من لم يزل .. نريد من لم يزل.
قوله جل ذكره : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١))
قدّس الله ونزّهه كلّ شىء خلقه ؛ فكلّ ما خلقه جعله على وحدانيته دليلا ، ولمن أراد أن يعرف إلهيته طريقا وسبيلا.
أتقن (٢) كلّ شىء وذلك دليل علمه وحكمته ، ورتّب كلّ شىء ، وذلك شاهد على مشيئته وإرادته.
(وَهُوَ الْعَزِيزُ) فلا شبيه يساويه ، ولا شريك له في الملك ينازعه ويضاهيه.
(الْحَكِيمُ) الحاكم الذي لا يوجد في حكمه عيب ، ولا يتوجّه عليه عتب (٣).
قوله جل ذكره : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)
هم أهل النضير ، وكانوا قد عاهدوا النبيّ (ص) ألّا يكونوا عليه ، ثم بعد أحد نقضوا
__________________
(١) ويسميها ابن عباس سورة النضير (البخاري ح ٣ ص ١٣٣).
(٢) هكذا في ص وهي في م (أيقن) وهي خطأ في النسخ.
(٣) هكذا في ص وهي في م (عيب) وهي خطأ في النسخ.