سورة القيامة
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) كلمة عزيزة من سمعها بشاهد العلم استبصر ، ومن سمعها بشاهد المعرفة تحيّر .. فالعلماء في سكون برهانه ، والعارفون في دهش سلطانه .. أولئك في نجوم علومهم ، فأحوالهم صحو في صحو ، وهؤلاء في شموس معارفهم : فأوقاتهم محو في محو .. فشتان ما هما!!
قوله جل ذكره : (لا أقسم بيوم القيامة)
أي : أقسم بيوم القيامة
(وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
أي : أقسم بالنفس اللّوّامة ، وهي النّفس التي تلوم صاحبها ، وتعرف نقصان حالها.
ويقال : غدا .. كلّ نفس تلوم نفسها : إمّا على كفرها ، وإمّا على تقصيرها ـ وعلى هذا فالقسم يكون بإضمار «الرّب» أي : أقسم بربّ النفس اللوامة. وليس للوم النّفس في القيامة خطر ـ وإن حمل على الكلّ (١) ولكنّ الفائدة فيه بيان أنّ كلّ النفوس غدا ـ ستكون على هذه الجملة. وجواب القسم قوله : بلى ...
قوله جل ذكره : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟)
أيظن أنّا لن نبعثه بعد موته؟
(بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ)
(قادِرِينَ) نصب على الحال ؛ أي بلى ، نسوى بنانه في الوقت قادرين ، ونقدر أي نجعل
__________________
(١) هكذا في م وهي الصواب أما في ص فهى (الاكل) وهي خطأ قطعا.