أصابع يديه ورجليه شيئا واحدا كخفّ البعير وظلف الشاة ... فكيف لا نقدر على إعادته؟!
(بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥))
يقدّم الزّلّة ويؤخر التوبة. ويقول : سوف أتوب ، ثم يموت ولا يتوب. ويقال : يعزم (١) على ألا يستكثر من معاصيه في مستأنف (٢) وقته ، وبهذا لا تنحلّ ـ فى الوقت ـ عقدة الإصرار من قلبه ، وبذلك لا تصحّ توبته ؛ لأن التوبة من شرطها العزم على ألا يعود إلى مثل ما عمل. فإذا كان استحلاء الزلّة في قلبه ، ويفكر في الرجوع إلى مثلها ـ فلا تصح ندامته.
قوله جل ذكره : (يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ)
على جهة الاستبعاد ، فقال تعالى :
(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)
«برق» بكسر الراء معناها تحيّر ، «وبرق» بفتح الراء شخص (فلا يطرف) من البريق ، وذلك حين يقاد إلى جهنم بسبعين ألف سلسلة ، كل سلسلة بيد سبعين ألف ملك ، لها زفير وشهيق ، فلا يبقى ملك ولا رسول إلّا وهو يقول : نفسى نفسى! (وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) كأنهما ثوران عقيران (٣).
ويقال : يجمع بينهما في ألّا نور لهما.
__________________
(١) هكذا في م وهي الصواب أما في ص فهى (يزعم) وهي خطأ قطعا بدليل ما بعدها .. من شرطها (العزم)
(٢) أي : فى المستقبل.
(٣) قال ابن عباس وابن مسعود : جمع بينهما أي قرن بينهما في طلوعهما من المغرب أسودين مكورين مظلمين مقرنين كأنهما ثوران عقيران.
وفي مسند أبى داود الطيالسي عن يزيد الرقاشي عن أنس يرفعه إلى النبي (ص) قال : قال رسول الله ص «إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار».