يقول الإنسان يومئذ أين المفر؟ والمفرّ موضع الفرار إليه ، فيقال لهم :
(كَلَّا لا وَزَرَ)
اليوم ، ولا مهرب من قضاء الله (١).
(إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ)
أي : لا محيد عن حكمه.
(يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ)
أي : يعرف ما أسلفه (٢) من ذنوب أحصاها الله ـ وإن كان العبد نسيها.
(بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ)
للإنسان على نفسه دليل علامة وشاهد ؛ فأعضاؤه تشهد عليه بما عمله.
ويقال : هو بصيرة وحجّة على نفسه في إنكار البعث.
ويقال : إنه يعلم أنه كان جاحدا كافرا ، ولو أتى بكلّ حجة فلن تسمع منه ولن تنفعه.
قوله جل ذكره : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨))
لا تستعجل في تلقّف القرآن على جبريل ، فإنّ علينا جمعه في قلبك وحفظه ، وكذلك علينا تيسير قراءته على لسانك ، فإذا قرأناه أي : جمعناه في قلبك وحفظك فاتبع بإقرائك جمعه.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)
نبيّن لك ما فيه من أحكام الحلال والحرام وغيرها. وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستعجل في التلقف مخافة النسيان ، فنهى عن ذلك ، وضمن الله له التيسير والتسهيل.
__________________
(١) الوزر في اللغة ما يلجأ إليه من حصن أو جبل أو نحوهما : قال الشاعر :
لعمرى ما للفتى من وزر |
|
من الموت يدركه والكبر |
(٢) هكذا في م وهي في ص (أسفله) وهي خطأ من الناسخ.