سورة لم يكن
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(بِسْمِ اللهِ) : اسم عزيز تنصّل إليه المذنبون فغفر لهم وجبرهم (١) وتوسّل إليه المطيعون فوصلهم ونصرهم.
تعرّف إليه العالمون فبصّرهم ، وتقرّب منه العارفون فقرّبهم ... لكنه ـ سبحانه ـ فى جلاله حيّرهم (٢).
قوله جل ذكره : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١))
(مُنْفَكِّينَ) : منّتهين عن كفرهم حتى تأتيهم البيّنة : وهي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أي لم يزالوا مجتمعين على تصديقه ؛ لما وجدوه في كسب إلى أن بعثه الله تعالى. فلمّا بعثه حسدوه وكفروا.
(رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ).
__________________
(١) فى النسخة م توجد بعد هذا الموضع العبارة التالية «وتوكّل إليه العارفون فجبرهم». ونستبعد وجودها فى الأصل ؛ لأن ترتيب العارفين لا يأتى بين المذنبين والمطيعين ، وإنما يأتى بعد «العالمين» ، كما هو ثابت فى النسخة على هذا النحو الذي أثبتناه هنا. كما أنّ «جبرهم» فعل يتصل بالزلّات والذنوب ... فيبدو أن العبارة متصلة بالمذنبين ، ويتأيد ما اخترناه بالسياق الذي نألفه في أسلوب البسملة عند الشيخ ، فضلا عن خدمته للموسيقى والمعنى ... وهما العنصران الأساسيان في نسيج البسملة عنده.
(٢) التحيّر في الجلال صفة مدح ، ولذا يقول يحيى بن معاذ : يا دليل المتحيرين زدنى تحيرا .. لأنه غرق فى بحر الوجود عند الشهود.