سورة الطّور
قوله جل ذكره : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
(بِسْمِ اللهِ) كلمة ما استولت على قلب عارف إلّا تيّمته بكشف جلاله ، وما استولت على قلب متأفّف إلّا أكرمته بلطف أفضاله .. فهى كلمة قهّارة للقلوب .. ولكن لا لكلّ قلب ، مذهبة للكروب .. ولكن لا لكلّ كرب.
قوله جل ذكره : (وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣))
أقسم الله بهذه الأشياء (التي في مطلع السورة) ، وجواب القسم قوله : (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ). والطور هو الجبل الذي كلّم عليه موسى عليهالسلام ؛ لأنه محلّ قدم الأحباب وقت سماع الخطاب. ولأنه الموضع الذي سمع فيه موسى ذكر محمد صلىاللهعليهوسلم وذكر أمّته حتى نادانا ونحن في أصلاب آبائنا فقال : أعطيتكم قبل أن تسألونى (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) : مكتوب في المصاحف ، وفي اللوح المحفوظ.
وقيل : كتاب الملائكة في السماء يقرءون منه ما كان وما يكون.
ويقال : ما كتب على نفسه من الرحمة لعباده.
ويقال ما كتب من قوله : سبقت رحمتى غضبى (١).
ويقال : هو قوله : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (٢).
__________________
(١) فى الحديث أن الله كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش : «إن رحمتى سبقت غضبى».
(٢) آية ١٠٥ سورة الأنبياء.