قوله جل ذكره : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩))
إذا استحوذ الشيطان على عبد أنساه ذكر الله.
والنّفس إذا استولت على إنسان أنسته الله.
ولقد خسر حزب الشيطان ، وأخسر منه من أعان نفسه ـ التي هي أعدى عدوّه ، إلّا بأن يسعى في قهرها لعله ينجو من شرّها.
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠))
من أرمته شقوته لم تنعشه قوّته ، ومن قصمه التقدير لم يعصمه التدبير ، ومن استهان بالدّين انخرط في سلك الأذلّين.
قوله جل ذكره : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١))
الذي ليس له إلا التدبير ... كيف تكون له مقاومة مع التقدير؟ (١).
قوله جل ذكره : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ)
من جنح إلى منحرف عن دينه ، أو داهن مبتدعا في عهده نزع الله نور التوحيد من قلبه فهو في خيانته جائر على عقيدته ، وسيذوق قريبا وبال أمره.
(أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ).
خلق الله الإيمان في قلوب أوليائه وأثبته ، ويقال : جعل قلوبهم مطرّزة باسمه ... وأعزز بحلّة لأسرار قوم طرازها اسم «الله»!!
__________________
(١) التدبير للخلق والتقدير للحق.