(الرُّوحُ) أي جبريل ، فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من أيام الدنيا يعنى به يوم القيامة.
ويقال : معناه يحاسب الخلق في يوم قصير ووقت يسير ما لو كان الناس يشتغلون به لكان ذلك خمسين ألف سنة ، والله يجرى ذلك ويمضيه في يوم واحد.
ويقال : من أسفل المخلوقات إلى أعلاها مسيرة خمسين ألف سنة للناس ؛ فالملائكة تعرج فيه من أسفله إلى أعلاه في يوم واحد.
قوله جل ذكره : (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (٥))
فاصبر ـ يا محمد (١) ـ على مقاساة أذاهم صبرا جميلا. والصبر الجميل ما لا شكوى فيه.
ويقال : الصبر الجميل ألا تستثقل الصبر بل تستعذبه.
ويقال : الصبر الجميل ما لا ينتظر العبد الخروج منه ، ويكون ساكنا راضيا.
ويقال : الصبر الجميل أن يكون على شهود المبلى.
ويقال : الصبر الجميل ما تجرّد عن الشكوى والدّعوى.
قوله جل ذكره : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)
إنّ ما هو آت فقريب ، وما استبعد من يستبعد إلّا لأنّه مرتاب ؛ فأمّا الواثق بالشيء فهو غير مستبعد له.
قوله جل ذكره : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ)
الإشارة فيه أنه في ذلك اليوم من كان في سموّ نخوته ونبوّ صولته يلين ويستكين ويضعف من كان يشرف ، ويذلّ من كان يذلّ.
قوله جل ذكره : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً)
لا يتفرّغ قريب إلى قريب ؛ فلكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (بالحمد) وواضح فيها أنها اشتبهت على الناسخ.