ولا يتعهّد المساكين ـ فى ذلك اليوم ـ إلا الله.
(يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤))
(يُبَصَّرُونَهُمْ) أي يعرفون أقاربهم ، ولكن لا ترقّ قلوب بعضهم على بعض.
ويتمنّى المجرم يومئذ أن يفتدى من عذاب جهنم بأعز من كان عليه في الدنيا من قريب ونسيب وحميم وولد ، وبكلّ من في الأرض حتى يخلص من العذاب.
(كَلَّا إِنَّها لَظى)
اسم من أسماء جهنم.
(نَزَّاعَةً لِلشَّوى) (١)
قلّاعة للأطراف. تكشط الجلد عن الوجه وعن العظم.
قوله جل ذكره : (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)
تقول جهنم للكافر والمنافق : يا فلان ... إليّ إليّ.
والإشارة فيه : أنّ جهنم الدنيا تعلق بقلب المرء فتدعوه بكلاب الحرص إلى نفسه وتجرّه إلى جمعها حتى يؤثرها على نفسه وكلّ أحد له ؛ حتى لقد يبخل بدنياه على أولاده وأعزّته ... وقليل من نجا من مكر الدنيا وتسويلاتها.
قوله جل ذكره : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً).
__________________
(١) والشّوى جمع شواة وهي جلدة الرأس ، قال الأعشى :
قالت قتيلة : ماله |
|
قد جللت شيبا شواته |
وجاء في الصحاح : الشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس. وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين ، وكل ما ليس مقتلا. يقال : رماه فأشواه أي لم يصب المقتل.
وقال الضحاك : تفرى الجلد واللحم عن العظم حتى لا تترك منه شيئا. ونرى أن المقصود ـ والله أعلم. أن العذاب لا يقضى عليهم ، حتى يستمر واقعا بهم إلى الأبد.