وتفسيره ما يتلوه :
(إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١))
والهلع شدّة الحرص مع الجزع. ويقال هلوعا : متقلّبا في غمرات الشهوات.
ويقال : يرضيه القليل ويسخطه اليسير.
ويقال : عند المحنة يدعو ، وعند النعمة ينسى ويسهو.
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ)
استثنى منهم المصلين ـ وهم الذين يلازمون أبدا مواطن الافتقار ؛ من صلى بالمكان (١).
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
وهو المتكفّف والمتعفّف.
وهم على أقسام : منهم من يؤثر بجميع ماله ؛ فأموالهم لكلّ من قصد ، لا يخصّون سائلا من عائل. ومنهم من يعطى ويمسك ـ وهؤلاء (٢) منهم ـ ومنهم من يرى يده يد الأمانة فلا يتكلّف باختياره ، وإنما ينتظر ما يشار عليه به من الأمر ؛ إمّا بالإمساك فيقف أو ببذل الكلّ أو البعض فيستجيب على ما يطالب به وما يقتضيه حكم الوقت ... وهؤلاء أتمّهم.
__________________
(١) صليت الناقة أو الحامل ونحوهما استرخى صلاها لقرب نتاجها (الوسيط).
(٢) أي الذين تتحدث عنهم الآية.