(وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦))
وأمارتهم الاستعداد للموت قبل نزوله ، وأن يكونوا كما قيل :
مستوفزون على رجل كأنهمو |
|
فقد يريدون أن يمضوا فيرتحلوا |
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ)
وإنما تكون صحبتهم مع أزواجهم للتّعفّف وصون النّفس ، ثم لابتغاء أن يكون له ولد من صلبه يذكر الله. وشرط هذه الصحبة : أن يعيش معها على ما يهون ، وألا يجرّها إلى هوى نفسه ويحملها على مراده وهواه.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ)
يحفظون الأمانات التي عندهم للخلق ولا يخونون فيها. وأمانات الحق التي عندهم أعضاؤهم الظاهرة ـ فلا يدنّسونها بالخطايا ؛ فالمعرفة التي في قلوبهم أمانة عندهم من الحق ، والأسرار التي بينهم وبين الله أمانات عندهم. والفرائض واللوازم والتوحيد .. كل ذلك أمانات.
ويقال : من الأمانات إقرارهم وقت الذّرّ. ويقال : من الأمانات عند العبد تلك المحبة التي أودعها الله في قلبه.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ)
شهادتهم لله بالوحدانية ، وفيما بينهم لبعضهم عند بعض ـ يقومون بحقوق ذلك كله.
قوله جل ذكره : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (٣٧))
والإهطاع أن يقبل ببصره إلى الشيء فلا يرفعه عنه ، وكذلك كانوا يفعلون عند النبي صلىاللهعليهوسلم و (عِزِينَ) : أي خلقا خلقا ، وجماعة جماعة.