أي : حور خيّرات الأخلاق حسان الوجوه. واحدها خيّرة والجمع خيّرات وهذا هو الأصل ثم خفّف فصارت خيرات.
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢))
محبوسات على أزواجهن. وهنّ لمن هو مقصور الجوارح عن الزّلّات ، مقصور القلب عن الغفلات ، مقصور السّرّ عن مساكنة الأشكال والأعلال والأشباه والأمثال.
وفي بعض التفاسير : أن الخيمة من درّة مجوفة فرسخ في فرسخ لها ألف باب (١).
ويقال : قصرت أنفسهن وقلوبهن وأبصارهن على أزواجهن. وفي الخبر : أنهن يقلن : نحن الناعمات (٢). فلا نبؤس ، الخالدات فلا نبيد ، الراضيات فلا نسخط.
وفي خبر عن عائشة رضى الله عنها : أن المؤمنات أجبنهنّ : نحن المصليات وما صلّيتنّ ، ونحن الصائمات وما صمتنّ ، ونحن المتصدّقات وما تصدّقتنّ ، قالت عائشة يغلبهن قوله.
(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) (٣)
قوله جل ذكره : (مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦))
قيل : رياض الجنة ، وقيل : المجالس ، وقيل : الزرابيّ والوسائد ـ وهي خضر (وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ) : العبقري عند العرب كلّ ثوب موشّى.
قوله جل ذكره : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٧٨))
مضى تفسيره.
__________________
(١) حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد : حدثنا أبو عمران الجونى عن أبى بكر بن عبد الله ابن قيس عن أبيه : أن رسول الله (ص) قال : إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون .. البخاري ح ٣ ص ١٣٢. وذكر ابن جرير الطبري أن الخيمة لؤلؤة أربعة فراسخ في أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب (ح ٢٧ ص ٨٤).
(٢) «نحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ، نحن الخالدات فلا نموت أبدا ...» رواه الترمذي عن على ، وقال : حديث غريب. ورواه البيهقي وأبو نعيم عن أبى أوفى في صفة الجنة ، وذكره السراج في اللمع ص ٣٤٥.
(٣) الطمث : الجماع بالتدمية.