قوله جل ذكره : (وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٢٤))
لم يعتبروا بما وجدوا عليه خلفهم وسلفهم ، وأزجوا في البهيمية عيشهم وعمرهم ، وأعفوا عن كدّ الفكرة قلوبهم ... فلا بالعلم استبصروا ، ولا من التحقيق استمدوا. رأس مالهم الظنّ ـ وهم غافلون.
قوله جل ذكره : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥))
طلبوا إحياء موتاهم ، وسوف يرون ما استبعدوا.
ثم أخبر أنّ ملك السماوات والأرض لله ، وإذا أقام القيامة يحشر أصحاب البطلان ، فإذا جاءهم يوم الخصام :
(وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨))
كلّ بحسابه (١) مطالب ... فأمّا الذين آمنوا فلقد فازوا وسادوا ، وأمّا الذين كفروا فهلكوا وبادوا (٢) .. ويقال لهم : أأنتم الذين إذا قيل لكم حديث عقباكم كذّبتم مولاكم؟ فاليوم ـ كما نسيتمونا ـ ننساكم ، والنار مأواكم.
قوله جل ذكره : (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧))
لله الحمد على ما يبدى وينشى ، ويحيى ويفنى ، ويجرى ويمضى .. إذ الحكم لله ، والكبرياء لله ، والعظمة والسّناء لله ، والرفعة والبهاء لله.
__________________
(١) هذا أيضا رأى يحيى بن سلام ، وقيل «كتابها» المنزّل عليها لينظر هل عملوا بما فيه. وقيل : الكتاب هنا هو اللوح المحفوظ.
(٢) هكذا في م ، وهي في ص (ونادوا) وهي خطأ من الناسخ.