أو يقول : لو أنّ الله هدانى لكنت كذا ، ويقول آخر : لو أنّ لى كرّة فأكون كذا ، فيقول الحقّ ـ سبحانه :
(بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩))
فذق من العذاب ما على جرمك استوجبت.
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠))
هؤلاء الذين ادّعوا أحوالا ولم يصدقوا فيها ، وأظهروا المحبة لله ولم يتحققوا بها ، وكفاهم افتضاحا بذلك! وأنشدوا :
ولمّا ادّعيت الحبّ قالت كذبتنى |
|
فمالى أرى الأعضاء منك كواسيا؟! |
فما الحبّ حتى تنزف العين بالبكا |
|
وتخرس حتى لا تجيب المناديا (١) |
قوله جل ذكره : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١))
كما وقاهم ـ اليوم ـ عن المخالفات ، حماهم ـ غدا ـ من العقوبات ، فالمتقون فازوا بسعادة الدارين ؛ اليوم عصمة ، وغدا نعمة. اليوم عناية وغدا حماية وكفاية.
قوله جل ذكره : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢))
__________________
(١) ورد الشاهد الشعرى في الرسالة ص ١٦٠ هكذا : البيت الأول مطابق ، والثاني هكذا ومتبوعا بثالث : ـ
فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا |
|
وتذبل حتى لا تجيب المناديا |
وتنحل حتى لا يبقى لك الهوى |
|
سوى مقلة تبكى بها وتناجيا |
وقد أورده صاحب اللمع على هذا النحو (اللمع ص ٣٢١).