(لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٤٣))
لا جرم أنّ ما تدعوننى إليه باطل ؛ فليس لتلك الأصنام حياة ولا علم ولا قدرة ، وهي لا تنفع ولا تضرّ. ولقد علمنا ـ بقول الذين ظهر صدقهم بالمعجزات ـ كذبكم فيما تقولون.
(فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٤٤))
أفوض أمرى إلى الله ، وأتوكل عليه ، ولا أخاف منكم ، ولا من كيدكم.
قوله جل ذكره : (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٤٦))
والآية تدلّ على عذاب القبر (١).
ويقال إنّ أرواح الكفار في حواصل طير سود تعرض على النار غدوا وعشيا إلى يوم القيامة حيث تدخل النار (٢).
(أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) : أي يا آل فرعون أدخلوا أشدّ العذاب ، فنصبه على النداء المضاف. ويقرأ (أَدْخِلُوا) على الأمر (٣).
__________________
(١) بدليل قوله تعالى فيما بعد عن عذاب الآخرة : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) وممن استنتج هذه النتيجة مجاهد وعكرمه ومقاتل ومحمد بن كعب.
(٢) أي هذا دأبها في الدنيا تذهب في الغداة أفواجا بيضا صغارا ثم تعود في العشاء سودا قد احترقت رياشها (الأوزاعى ـ والنص عند القرطبي ح ١٥ ص ٣١٩)
(٣) فيكون الأمر عندئذ لملائكة العذاب.