وكان في ذلك نوع امتحان لهم : (فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا) أنتم من الحكمة في التأخير (١).
وقوله : (إِنْ شاءَ اللهُ) معناه إذ شاء الله كقوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
وقيل. قالها على جهة تنبيههم إلى التأدّب بتقديم المشيئة في خطابهم (٢)
وقيل يرجع تقديم المشيئة إلى : إن شاء الله آمنين أو غير آمنين.
وقيل. يرجع تقديم المشيئة إلى دخول كلّهم أو دخول بعضهم ؛ فإن الدخول كان بعد سنة ، ومات منهم قوم.
قوله جل ذكره : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٢٨))
أرسل رسوله محمدا صلىاللهعليهوسلم بالدين الحنفي ، وشريعة الإسلام ليظهره على كل ما هو دين (٣) ؛ فما من دين لقوم إلا ومنه في أيدى المسلمين سرّ ؛ وللإسلام العزة والغلبة عليه بالحجج والآيات.
وقيل : ليظهره وقت نزول عيسى عليهالسلام (٤).
وقيل : فى القيامة حيث يظهر الإسلام على كل الأديان.
وقيل : ليظهره على الدين كله بالحجة والدليل.
قوله جل ذكره : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ)
__________________
(١) قد تكون الحكمة في التأخير هو ما سيحدث لهم من الخير والصلاح والتفوق وكثرة العدد ، فإنه عليهالسلام رجع من هذا الموقف إلى خيبر فافتتحها ، ورجع بأموال وعدة ورجال أضعاف ما كان عليه في ذلك العام ، وأقبل على مكة في أهبة وعدة. يدلك على ذلك أنهم كانوا عام الحديبية سنة ست عددهم ألف وأربعمائة ، وكانوا بعده عشرة آلاف.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).
(٣) أي أن (الدين) فى الآية اسم جنس ، أو اسم بمعنى المصدر ، ويستوى فيه المفرد والجمع.
(٤) أي عند نزوله لا يبقى على وجه الأرض كافر.