أو كان منه للمسلمين وجه نفع أو رفق ـ فقد أمرهم بالملاينة معه. والمؤلفة قلوبهم شاهد لهذه الجملة ، فإنّ الله يحب الرّفق في جميع الأمور (١).
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ)
كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يمتحنهن باليمين ، فيحلفن إنّهن لم يخرجن إلّا لله ، ولم يخرجن مغايظة لأزواجهن ، ولم يخرجن طمعا في مال.
وفي الجملة : الامتحان طريق إلى المعرفة ، وجواهر (٢) الناس تتبيّن بالتجربة (٣). ومن أقدم على شىء من غير تجربة تحسّى كأس الندم.
(وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) (٤).
لا توافقوا من خالف الحقّ في قليل أو كثير.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢))
__________________
(١) قال صلىاللهعليهوسلم : «إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف».
(٢) هكذا في ص وهي في م (وجوابه) وهي خطأ في النسخ.
(٣) هكذا في ص وهي في م (المعرفة).
(٤) العصمة : ما يعتصم به من عقد وسبب ، والكوافر : جمع كافرة وهي التي بقيت في دار الحرب أو لحقت بدار الحرب مرتدة ، أي لا يكن بينكم وبينهن عصمة ولا علقة زوجية.