أي بعثه في الأميين ، وفي آخرين منهم وهم العجم ، ومن يأتى .. إلى يوم القيامة ؛ فهو صلىاللهعليهوسلم مبعوث إلى الناس كافّة.
قوله جل ذكره : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤))
يقصد به هنا النبوة ، ويؤتيها (مَنْ يَشاءُ) ؛ وفي ذلك ردّ على من قال : إنها تستحقّ لكثرة طاعة الرسول ـ وردّ على من قال : إنها لتخصيصهم بطينتهم ؛ فالفضل ما لا يكون مستحقّا ، والاستحقاق فرض (١) لا فضل.
ويقال : (فَضْلُ اللهِ) هنا هو التوفيق حتى يؤمنوا به.
ويقال : هو الأنس بالله ، والعبد ينسى كلّ شىء إذا وجد الأنس.
ويقال : قطع الأسباب ، ـ بالجملة ـ فى استحقاق الفضل ، إذ أحاله على المشيئة.
قوله جل ذكره : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥))
(ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها) : ثم لم يعملوا بها.
ويلحق بهؤلاء (٢) فى الوعيد ـ من حيث الإشارة ـ الموسومون (٣) بالتقليد في أي
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (فرد) وهي خطأ في النسخ ؛ إذ المقصود أنه منحه الاستحقاق فضلا منه لا (فرضا) عليه ؛ فلا وجوب على الله ـ كما نعرف من مذهب القشيري.
(٢) أي باليهود الذين لا فائدة لهم فيما يحملون من الكتب ، فهى تبشر بمحمد ، وهم يجحدون به.
(٣) هكذا في ص وهي في م (المؤمنون).