قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢))
الخشية توجب عدم القرار (١) فيكون العبد أبدا ـ لانزعاجه ـ كالحبّ على المقلى ؛ لا يقرّ ليله أو نهاره ، يتوقّع العقوبات مع مجارى الأنفاس ، وكلّما ازداد في الله طاعة ازداد لله خشية.
قوله جل ذكره : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
خوّفهم بعلمه ، وندبهم إلى مراقبته ، لأنه يعلم السّرّ وأخفى ، ويسمع الجهر والنجوى ... ثم قال مبيّنا :
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
وفي كل جزء من خلقه ـ من الأعيان والآثار ـ أدلة على علمه وحكمه.
قوله جل ذكره : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
أي إذا أردتم أن تضربوا في الأرض سهّل عليكم ذلك.
كذلك جعل النّفس ذلولا ؛ فلو طالبتها بالوفاق وجدتها مساعدة موافقة ، متابعة مسابقة ... وقد قيل في صفتها :
هى النّفس ما عوّدتها تتعود |
|
وللدهر أيام تذمّ وتحمد |
قوله جل ذكره : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ
__________________
(١) هكذا في ص وهي في م (الفراق) والصواب ما أثبتنا ـ بدليل ما بعدها.