ويقال : وكيلك ينفق عليك من مالك ، وأنا أرزقك وأنفق عليك من مالى.
ويقال : وكيلك من هو في القدر دونك ، وأنت تترفّع أن تكلّمه كثيرا ... وأنا ربّك وسيّدك وأحبّ أن تكلمنى وأكلّمك.
قوله جل ذكره : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠))
الهجر الجميل : أن تعاشرهم بظاهرك وتباينهم بسرّك وقلبك.
ويقال : الهجر الجميل ما يكون لحقّ ربّك لا لحظّ نفسك.
ويقال : الهجر الجميل ألا تكلّمهم ، وتكلمنى لأجلهم بالدعاء لهم.
وهذه الآية منسوخة بآية القتال (١).
قوله جل ذكره : (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً)
أي : أولى التّنعّم (٢) ، وأنظرهم قليلا ، ولا تهتم بشأنهم ، فإنى أكفيك أمرهم.
قوله جل ذكره : (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً)
ثم ذكر وصف القيامة فقال :
(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً).
__________________
(١) قال قتادة : كان هذا قبل الأمر بالقتال ، ثم أمر بعد بقتالهم وقتلهم فنسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك. (القرطبي) ح ١٩ ص ٤٥).
(٢) هم صناديد قريش ، ورؤساء مكة من المستهزئين.
وقال يحيى بنى سلام : إنهم بنو المغيرة.
وقالت عائشة : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة بدر.