قوله جل ذكره : (ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (٣٩))
هم بمشهد الحقّ ، والحكم عليهم الحقّ ، حكم عليهم بالحق ، وهم مجذوبون بالحقّ للحقّ.
قوله جل ذكره : (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً)
وهو عند أهل الغفلة بعيد ، ولكنّه في التحقيق قريب.
(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ) (١) (: يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً).
مضوا في ذلّ الاختيار والتعنّى (٢) ، وبعثوا في حسرة التمنّى ، ولو أنهم رضوا بالتقدير لتخلّصوا (٣) عن التمنّى.
__________________
(١) قيل : يراد بالكافر هنا أبى بن خلف أو عقبة بن أبى معيط. ويرى أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الكريم القشيري ـ صاحب هذا الكتاب : هو إبليس ، يقول : يا ليتنى خلقت كآدم من تراب ولم أقل أنا خير منه لأنى من نار. (القرطبي ح ١٩ ص ١٨٩).
(٢) وردت في النسختين (التمني) وهي مقبولة ، ولكننا نرجح أنها ربما كانت في الأصل (التعنى) لأن الاختيار. كان في الدنيا ، واختيار المرء ـ حسب نظرية القشيري ـ مجلبة لعنائه وشقائه .. هذا فضلا عن أن إثبات (التعنى) يزيد المعنى ـ نظرا لتلون الفاصلة ـ قوة وجمالا.
(٣) هكذا في م وهي في ص (لتحصلوا) وواضح فيها خطأ الناسخ.