أى كنت غير غدور ، وكان أبى غير غدور. فاكتفى بذكر الثانى عن ذكر الأوّل ، وكقول الآخر :
١٣٢ ـ فمن يك أمسى بالمدينة رحله |
|
فإنى وقيّار بها لغريب (١) |
أى ، لغريب وقيار بها لغريب ، فاكتفى بذكر الثانى عن ذكر الأول.
والثانى أن يكون (آية) فى تقدير التقديم ، وتقديره : وجعلناها آية للعالمين وابنها. والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (٩٥).
فى (لا) وجهان.
أحدهما : أن تكون زائدة وتقديره : وحرام على قرية أهلكناها أنهم يرجعون ، أى ، إلى الدّنيا. فأن واسمها وخبرها فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدإ الذى هو (حرام).
والثانى : أن تكون غير زائدة ، ويكون (حرام) مبتدأ ، وخبره مقدّر ، وتقديره وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون كائن أو محكوم عليه ، فحذف الخبر ، وحذف الخبر أكثر من زيادة (لا) ، وهو أوجه الوجهين عند أبى على الفارسى.
قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) (٩٦).
__________________
(١) من شواهد سيبويه ، وقد نسبه إلى ضابئ بن الحارث البرجمى ، الكتاب ١ / ٣٨ ـ وقيار : اسم الفرس. قال الأعلم الشنتمرى فى البيتين ومعهما بيت ثالث «هذه الأبيات المتقدمة فى حذف خبر الأول لدلالة خبر الثانى عليه ....».