«غريب إعراب سورة الروم»
قوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (٣).
غلب ، مصدر وهى مضاف إلى المفعول ، وتقديره ، وهم من بعد أن غلبوا سيغلبون.
قوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) (٤ ، ٥).
أى ، من قبل ذلك ومن بعد ذلك ، وهو مبنى لاقنطاعه عن الإضافة ، لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة كلمة واحدة ، فلما اقنطع عن الإضافة ، تنزل منزلة بعض الكلمة ، وبعض الكلمة مبنى.
وبنى على الحركة لوجهين.
أحدهما : إنما بنى على حركة تمييزا له على ما بنى وليس له حالة إعراب ، نحو (من وكم وإذا).
والثانى : لالتقاء الساكنين ، لأن الباء من (قبل) ساكنة ، والعين من (بعد) ساكنة فبنى على حركة لالتقاء الساكنين. والوجه الأول أوجه الوجهين.
وبنى على الضم لوجهين.
أحدهما : أنه بنى على الضم تعويضا عن المحذوف لأنه أقوى الحركات.
والثانى : أن (قبل وبعد) يدخلهما النصب والجر ، ولا يدخلهما الرفع ، فلو بنيا على الفتح أو الكسر ، لالتبست حركة الإعراب بحركة البناء ، فبنى على الضم ، لئلا تلتبس حركة الإعراب بحركة البناء.
وبنصر الله ، فى موضع نصب لأنه يتعلق بقوله تعالى : (يفرح).