لم يذكر خبرا (لأنّ) وفى خبرها وجهان. أحدهما : أن يكون الخبر محذوفا.
والثانى : أن يكون الخبر قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) كقول الشاعر :
١٣٥ ـ إنّ الخليفة إنّ الله سربله (١).
وإجاز البصريون : إنّ زيدا إنه منطلق. كما يجوز أن يقال : إنّ زيدا هو منطلق. وأباه الفراء ، وأجازه فى الآية ، لأن فيها معنى الجزاء ، فحمل الخبر على المعنى.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) إلى قوله تعالى. (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) (١٨).
كثير من الناس ، مرفوع من وجهين :
أحدهما : أن يكون مرفوعا بالعطف على (من) فى قوله تعالى : (يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ) ، وجاز ذلك لأن السجود بمعنى الانقياد ، وكل مخلوق منقاد تحت قدرة الله تعالى.
والثانى : أن يكون مرفوعا على الابتداء ، وما بعده خبره ، وقيل : خبره محذوف وتقديره ، وكثير من النّاس ثبت له الثواب. فيكون مطابقا لقوله تعالى : (وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) ، ولو عطف على (من فى السّموات ومن فى الارض) ، لكان كالتكرار ، وحمل الكلام ، مع وجود الاحتمال على زيادة فائدة معنى أولى.
قوله تعالى : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) (٢٠).
ما ، فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، والجلود ، عطف عليه. والهاء فى (به) عائدة على الحميم.
__________________
(١) لم أقف على صاحب الشاهد.
(والسربال ما يلبس من قميص أو درع والجمع سرابيل ، وسربلته السربال فتسربله بمعنى ألبسته إياه فلبسه) المصباح المنير مادة (سرب).