قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) (٥١).
أن يكلمه الله ، فى موضع رفع لأنه اسم (كان). ولبشر ، خبرها. وإلا وحيا ، منصوب على المصدر فى موضع الحال من اسم الله تعالى. ومن تتعلق بمقدر وتقديره ، إلا موحيا أو مكلما من وراء حجاب. أو يرسل ، قرئ بالنصب والرفع. فالنصب بالعطف على معنى قوله تعالى : (إِلَّا وَحْياً) وتقديره ، أو أن يرسل رسولا ، لأن (أن) مع الفعل فى تقدير المصدر ، فيكون عطف مصدر على مصدر ، ولا يجوز أن يكون معطوفا على (أن يكلمه الله) ، لأنه يلزم من ذلك نفى الرسل ، لأنه يصير التقدير ، وما كان لبشر أن يكلمه الله أو يرسل رسولا وقد أرسل. فكان فاسدا فى المعنى والرفع على الاستئناف وتقديره ، أو هو يرسل رسولا.