(وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً)(١).
والثالث : أن (السماء) يجوز فيها التذكير والتأنيث. فيقال (منفطر) أتى به على التذكير ، وهذا قول الفراء.
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (٢٠).
طائفة ، مرفوع لأنه (٢) معطوف على (طائفة) (٣). وإنما جاز العطف على الضمير المرفوع المستكن فى (تقوم) ، لوجود الفصل ، والفصل يقوم مقام التوكيد فى تجويز العطف. ونصفه وثلثه ، ويجوز جرهما ونصبهما. فالجر بالعطف على (ثلثى الليل). والنصب بالعطف على قوله تعالى :
(عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) (٢٠).
أن. مخففة من الثقيلة. والسين ، عوض عن التشديد ، وقد يقع التعويض بسوف وقد وحرف النفى ، كما يعوض بالسين جبرا لما دخل الحرف من النقص.
قوله تعالى : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) (٢٠).
خيرا ، منصوب لأنه مفعول ثان ل (تجدوه) ، والهاء هى المفعول الأول ، وهو ، فصل على قول البصريين ، ولا موضع له من الإعراب ، ويسميه الكوفيون عمادا ، ويحكمون له بموضع من الإعراب. فمنهم من يحكم عليه بإعراب ما قبله ، ومنهم من يحكم عليه بإعراب ما بعده ، وقد بينا فساده فى كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف (٤).
__________________
(١) ٣٢ سورة الأنبياء.
(٢) (لا) فى أبدل (لأنه) فى ب.
(٣) (طائفة) فى الأصل والصحيح (لأنه معطوف على الضمير المرفوع فى تقوم).
(٤) المسألة ١٠٠ الإنصاف ٢ ـ ٤١٥.