قوله تعالى : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٤٧).
إخوانا ، منصوب على الحال من (المتقين) ، أو من الواو فى (ادخلوها) ، أو من الضمير فى (آمنين).
قوله تعالى : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) (٥٤).
قرئ : تبشّرون. بنون خفيفة مكسورة ، وتبشرونّ بنون مشددة مكسورة. وتبشرون بنون خفيفة مفتوحة.
فمن قرأ : تبشرون بنون خفيفة مكسورة ، كان أصله تبشروننى ، فاجتمع حرفان متحركان من جنس واحد ، وهما نون الوقاية ونون الإعراب ، فاستثقلوا اجتماعهما فحذف إحداهما تخفيفا ، واختلفوا فمنهم من قال : حذفت نون الوقاية لأنّ نون الإعراب إنما تحذف لناصب أو جازم ، ومنهم من قال : حذفت نون الإعراب ، لأنّ نون الوقاية دخلت لتقى الفعل من الكسر ، وكل له وجه ، وحذفت ياء الإضافة وبقيت الكسرة قبلها تدل عليها ، وذلك كثير فى كلامهم.
ومن قرأ بالتشديد والكسر ، فإنه لما استثقل اجتماع النونين المتحركتين ، سكّن النون الأولى ، وأدغمها فى الثانية ، قياسا على كل حرفين متحركين من جنس واحد فى كلمة واحدة ، وهذه القراءة أقيس من الأولى ، ثم حذفت الياء وبقيت الكسرة قبلها تدل عليها ، وذلك كثير فى كلامهم.
ومن قرأ بفتح النون مخففة فإنما كانت مفتوحة ، لأنها نون الجمع قياسا على فتحها فى جمع الاسم نحو ، الزيدون ، كما كسرت النون بعد ضمير الفاعل ، إذا كان مثنى فى نحو ، تفعلان ، قياسا على كسرها فى تثنية الاسم نحو ، الزيدان ، حملا للفرع على على الأصل.
والمفعول على هذه القراءة محذوف لأن (١) (يبشرون) فعل متعد.
__________________
(١) (كأن) فى أ.