موضع خفض على العطف على (فِئَةٌ) ، في قراءة من خفضها على البدل من (فِئَتَيْنِ) ، والخطاب في (لَكُمْ) لليهود ، وقيل : للمسلمين. وفي هذه الآية وجوه من الإعراب والمعاني ، على قدر الاختلاف في رجوع الضمائر في قوله : (ترونهم مثليهم) ، وعلى اختلاف المعاني في قراءة من قرأ بالياء أو بالتاء في (تَرَوْنَهُمْ) ؛ يطول ذكرها (١). وقد رسمنا لشرحها كتابا مفردا.
٣٥٣ ـ قوله تعالى : (مِثْلَيْهِمْ) ـ ١٣ ـ نصب على الحال من الهاء والميم في (تَرَوْنَهُمْ) ؛ لأنّه من رؤية البصر ؛ بدلالة قوله : (رَأْيَ الْعَيْنِ.) والمضمر المنصوب في (تَرَوْنَهُمْ) يعود على الفئة الأخرى الكافرة ، والمرفوع في قراءة من قرأ بالتاء يعود على الكاف والميم في (لَكُمْ) ، وفي قراءة من قرأ بالياء يعود على الفئة المقاتلة في سبيل الله. والهاء والميم في (مِثْلَيْهِمْ) تعودان إلى الفئة المقاتلة في سبيل الله. هذا أبين الأقوال ، وفيه اختلاف كثير (٢).
٣٥٤ ـ قوله تعالى : (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) ـ ١٤ ـ (اللهُ) مبتدأ ، و (حُسْنُ) مبتدأ ثان (٣) ، و (عِنْدَهُ) خبر (حُسْنُ) و (حُسْنُ) وخبره (٤) خبر عن الأول (٥). و (الْمَآبِ)(٦) ، وزنه «مفعل» وأصله مأوب ، ثم قلبت (٧) حركة الواو على الهمزة ، وأبدل من الواو ألف ، مثل : مقال ومكان (٨)](٩).
__________________
(١) انظر : معاني القرآن ، للفراء ١ / ١٩٤ ، ١٩٥ ؛ وتفسير القرطبي ٤ / ٢٥ ، ٢٦ ، والبحر المحيط ٢ / ٣٩٢ ؛ والمجيد ٣٢٦ / ب وما بعده ، والعكبري ١ / ٧ ؛ والبيان ١ / ١٩٣ ؛ والكشف ١ / ٣٣٦.
(٢) انظر : الكشف ١ / ٣٣٦ ، والبيان ١ / ١٩٣ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٢٥.
(٣) لفظ «ثان» تكملة من (ظ ، ق).
(٤) في (ح) : «خبره» بغير واو ، والتصحيح من (ظ ، ق).
(٥) في (ظ ، ق) : «عن اسم الله».
(٦) في (ح) «المآب» بغير واو ، وأثبت ما في (ظ ، ق).
(٧) في (ق) : «ألقيت».
(٨) انظر البيان ١ / ١٩٣ ؛ والعكبري ١ / ٧٥ ؛ وتفسير القرطبي ٤ / ٣٧ ؛ والتاج (أوب).
(٩) ما بين قوسين ساقط في الأصل ، وسيتكرر بتمامه في فقرة (٤٩٢).