للإيجاب ، وفي الكلام حذف تقديره : ويأبى الله كلّ شيء [من الكفر] إلّا أن يتمّ نوره ، ف (أَنْ) في موضع نصب على الاستثناء.
والهاء في قوله : (وَلا يُنْفِقُونَها) ـ ٣٤ ـ تعود على (الْكُنُوزِ) ، ودلّ عليه قوله : (يَكْنِزُونَ). وقيل : تعود على «الأموال» ؛ لأنّ الذهب والفضة أموال. وقيل : تعود على (الْفِضَّةَ) ، وحذف ما يعود على الذهب ؛ لدلالة الثاني عليه. وقيل : تعود على (الذَّهَبَ) ؛ لأنّه يؤنث ويذكر. وقيل : تعود على «النفقة» ، ودلّ على ذلك قوله : «ينفقون». وقيل : إنها تعود على الذهب والفضة ، بمعنى : ولا ينفقونهما ، ولكن اكتفى برجوعها على الفضة من رجوعها على الذهب ؛ كما تقول العرب : أخوك وأبوك رأيته ، يريدون : رأيتهما. والهاءان في قوله : عليها وبها ـ ٣٥ ـ تحتمل كلّ واحدة منهما الوجوه التي في الهاء في «ينفقونها» المذكورة.
١٠٥٥ ـ قوله تعالى : (كَافَّةً) ـ ٣٦ ـ مصدر في موضع الحال بمنزلة قولك : عافاك الله عافية ، وعافيك عافية ، ورأيتهم عامة وخاصة.
١٠٥٦ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) ـ ٢٥ ـ نصب (مُدْبِرِينَ) على الحال المؤكدة ، ولا يجوز أن تكون الحال المطلقة ؛ لأنّ قوله : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ) يدل على الاستدبار ، والحال المؤكدة لما دلّ عليه صدر الكلام ، بمنزلة قوله تعالى : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً)(١) وقوله تعالى : (وَأَنَ)(٢) (هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً)(٣) ، وكقولك : هو زيد معروفا.
١٠٥٧ ـ قوله تعالى : (ثانِيَ اثْنَيْنِ) ـ ٤٠ ـ نصب (ثانِيَ) على الحال من الهاء في (أَخْرَجَهُ) ، وهي تعود على النبي عليهالسلام ، تقديره : إذ أخرجه الذين كفروا منفردا من جميع الناس إلا أبا بكر رضي الله عنه ، ومعناه : أحد اثنين. وقيل : هو حال من مضمر محذوف تقديره : فخرج
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٩١ ، وانظر فقرة(١٤٧).
(٢) في الأصل و (ح) : «وهذا صراطي» وهو تحريف.
(٣) سورة الأنعام : الآية ١٥٣.