ثاني اثنين. والهاء في (عَلَيْهِ) تعود على أبي بكر رضي الله عنه ؛ لأنّ النبي ـ عليهالسلام ـ قد علم أنه لا يضرّه شيء ، إذ كان خروجه بأمر الله ـ جلّ ذكره ـ له. وأما قوله تعالى (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ)(١) ـ ٢٦ ـ فالسكينة على الرسول نزلت يوم حنين ؛ لأنه خاف على المسلمين ، ولم يخف على نفسه ، فنزلت عليه السكينة من أجل المؤمنين ، لا من أجل خوفه على نفسه.
١٠٥٨ ـ قوله تعالى : (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) ـ ٤٠ ـ كلّ القراء على رفع (كَلِمَةَ) على الابتداء ، وهو وجه الكلام ، وأتمّ في المعنى. وقد قرأ الحسن ويعقوب الحضرميّ بالنصب (٢) ب (جَعَلَ) ، وفيه بعد من المعنى ومن الإعراب. أمّا المعنى : فإن كلمة الله لم تزل عالية. فيبعد نصبها ب «جعل» لما في هذا من إبهام (٣) ، أنها صارت عليا ، وحدث ذلك فيها ، ولا يلزم ذلك في كلمة (الَّذِينَ كَفَرُوا) ؛ لأنها لم تزل مجعولة كذلك سفلى بكفرهم. وأما امتناعه من الإعراب فإنه يلزم ألا يظهر الاسم ، وأن يقال : [و] كلمته هي العليا ، وإنما جاء إظهار الاسم في مثل هذا ، في الشعر ، وقد أجازه قوم في الشعر وغيره ، وفيه نظر ؛ لقوله : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها)(٤).
١٠٥٩ ـ قوله تعالى : (خِفافاً وَثِقالاً) ـ ٤١ ـ نصب على الحال من المضمر في (انْفِرُوا) ، أي انفروا رجّالة وركبانا ، وقيل : معناه : شبانا وشيوخا.
١٠٦٠ ـ قوله تعالى : (أَنْ يُجاهِدُوا) ـ ٤٤ ـ (أَنْ) في موضع نصب على حذف «في» ، أي في أن يجاهدوا ، وقيل تقديره : كراهة أن يجاهدوا.
__________________
(١) في(ح ، د ، ق) : (فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلىٰ رَسُولِهِ) وهي الآية ٢٦ من سورة الفتح.
(٢) وقرأ الباقون بالرفع. النشر ٢٦٩/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٤٢.
(٣) في الأصل : «الإبهام».
(٤) سورة الزلزلة : الآية ٢.