قائمة الکتاب
10 ـ مشكل إعراب سورة يونس
٣٢٣
إعدادات
مشكل إعراب القرآن
مشكل إعراب القرآن
المؤلف :أبي محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي القيرواني
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :863
تحمیل
متاع ، أو هو متاع ، فتكون (عَلى أَنْفُسِكُمْ) خبر (بَغْيُكُمْ) ويكون فيه ضمير يعود على المبتدأ ، و (عَلى) متعلّقة بالاستقرار أو الثبات أو نحوه ، تقديره : إنما بغيكم ثابت أو مستقر على أنفسكم ؛ هو متاع الحياة الدنيا. فإذا جعلت «على أنفسكم» خبرا عن «البغي» كان معناه : إنما بغيكم راجع عليكم ، مثل قوله : (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها)(١). وإذا جعلت «متاعا» : خبر «البغي» كان معناه : إنما بغي بعضكم على بعض متاع الحياة الدنيا ، مثل قوله : (فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ)(٢).
وقد قرأ حفص عن عاصم : (مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا.) بالنصب ، جعل (عَلى أَنْفُسِكُمْ) متعلقا ب (بَغْيُكُمْ) ، ورفع البغي بالابتداء ، والخبر محذوف تقديره : إنما بغيكم على أنفسكم لأجل متاع الحياة الدنيا مذموم ، أو منهي عنه ، أو مكروه ، ونحوه ، وحسن الحذف لطول الكلام. ولا يحسن أن يكون (عَلى أَنْفُسِكُمْ) الخبر ، لأن (مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) داخل في الصلة ، فتفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء ، وذلك لا يجوز ، فلا بد من تقدير حذف الخبر ، إلا أن ينصب (مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) بإضمار فعل ، على تقدير : تمتعون متاعا ، وتبغون متاعا (٣) ، فيجوز أن يكون (عَلى أَنْفُسِكُمْ) الخبر. فمن نصب «متاعا» جعله مفعولا من أجله تعدّى إليه البغي ، و «على» متعلقة بالاستقرار أو نحوه ، إذا جعلت (عَلى أَنْفُسِكُمْ) الخبر ، وفي المجرور ضمير يعود على المبتدأ. ويجوز نصب «متاع» على المصدر المطلق ، تقديره : تمتّعون متاع الحياة الدنيا ، على إضمار فعل دلّ عليه «البغي» ، أي تبغون ، إذ جعلت «على أنفسكم» الخبر (٤).
١٠٩٥ ـ قوله تعالى : (وَازَّيَّنَتْ) ـ ٢٤ ـ أصله تزيّنت ، ووزنه «تفعّلت» ثم أدغمت التاء في الزاي ، فسكن الأوّل ، فدخلت ألف الوصل لأجل
__________________
(١) سورة الإسراء : الآية ٧.
(٢) سورة النور : الآية ٦١.
(٣) في(ح) : «متاعي» وأثبت ما جاء في(ق).
(٤) الكشف ٥١٦/١ ؛ والبيان ٤٠٩/١ ؛ والعكبري ١٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٢٦/٨.