واو الابتداء ، ويقال : واو «إذ». أي هي بمعنى إذ ؛ ومنه قوله تعالى : (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ)(١).
١٣٥٩ ـ قوله تعالى : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) ـ ٢٥ ـ من نون «المائة» استبعد الإضافة إلى الجمع ؛ لأنّ أصل هذا العدد أن يضاف إلى واحد يبين جنسه ، نحو : عندي مائة درهم ومائة ثوب ، فنوّن «المائة» ؛ إذ بعدها جمع. ونصب (سِنِينَ) على البدل من (ثَلاثَ). وقال الزجّاج (٢) : (سِنِينَ) في موضع نصب عطف بيان على (ثَلاثَ). وقيل : هي في موضع خفض على البدل من «مائة» ، لأنها في معنى «مئين». ومن لم ينوّن أضاف (مِائَةٍ) إلى (سِنِينَ) ، وهي قراءة (٣) حمزة والكسائي ، أضافا إلى الجمع كما يفعلان في الواحد ، وجاز لهما ذلك لأنهما إذا أضافا إلى واحد فقالا : ثلاثمائة سنة ، فسنة بمعنى سنين ، لا اختلاف في ذلك ، فحملا الكلام على معناه ، فهو حسن في القياس ، قليل في الاستعمال ؛ لأنّ الواحد في الاستعمال أخفّ من الجمع ، فإنما يبعد من جهة قلة الاستعمال (٤) ، وإلّا فهو الأصل (٥).
١٣٦٠ ـ قوله تعالى : (وَازْدَادُوا تِسْعاً) ـ ٢٥ ـ «تسع» مفعول به ب (ازْدَادُوا) ، وليس بظرف ، تقديره : وازدادوا لبث تسع سنين. و «زاد يزيد» أصله فعل يتعدى إلى مفعولين ؛ قال الله جلّ وعزّ : (وَزِدْناهُمْ هُدىً)(٦) ، لكن لما رجع «فعل» [إلى] «افتعل» نقص من التعدّي ، وتعدّى إلى مفعول واحد. وأصل الدّال [الأولى] في (ازْدَادُوا) تاء الافتعال ، وأصله : وازتيدوا ، ثم قلبت الياء ألفا ؛ لتحركها وانفتاح
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٥٤.
(٢) معاني القرآن ٢٧٨/٣.
(٣) قرأ به أيضا خلف ، وقرأ الباقون بالتنوين. النشر ٢٩٨/٢ ؛ والتيسير ص ١٤٣ ، والإتحاف ص ٢٨٩.
(٤) في الأصل : «فإنما يبعد لهذا» وأثبت ما في : (ح ، ق).
(٥) الكشف ٥٨/٢ ؛ والبيان ١٠٥/٢ ؛ والعكبري ٥٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٨٥/١٠.
(٦) سورة الكهف : الآية ١٣.