إلا إذا اتفقت حركة المثلين ، نحو «تتفرّقون» و «تتعاونون» ، فإن اختلفت حركة المثلين لم يجز حذف الثاني نحو : تتغافر الذنوب ، وتتناتج الدوابّ.
والنونان في (نُنْجِي) قد اختلفت حركتهما ، فلا يجوز حذف البتة في إحداهما. وأيضا فإنّ النون الثانية أصلية ، والأصلي لا يجوز حذفه البتة. والتاء المحذوفة في «تفرقوا» و «تعاونوا» زائدة ، فحذفها حسن إذا اتفقت الحركتان (١).
١٤٨٥ ـ قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) ـ ٩٦ ـ جواب (إِذا) محذوف ، والمعنى : قالوا يا ويلنا ، فحذف القول. وقيل جوابها : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) ـ ٩٧ ـ ، والواو زائدة. وقيل جوابها : (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ.)
١٤٨٦ ـ قوله تعالى : (آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ) ـ ١٠٩ ـ يحتمل (عَلى سَواءٍ) أن تكون في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ، أي : إيذانا على سواء. ويحتمل أن تكون في موضع الحال من الفاعل ، وهو النبي عليهالسلام. ويحتمل أن تكون حالا من المفعولين وهم المخاطبون. ومثله في الجواز قوله تعالى : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ)(٢). (عَلى سَواءٍ) في موضع الحال من النبي عليهالسلام ، ومن الكفار ، أي مستويين في العلم بنقض العهد ، [أي في حالهم كذلك ، وحالك كذلك](٣) ، وهذا كقولك : لقي زيد عمرا ضاحكين ، وكقول الشاعر : (٤)
__________________
(١) الكشف ١١٣/٢ ؛ والبيان ١٦٤/٢ ؛ والعكبري ٧٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٣٣٤/١١ ؛ والبحر المحيط ٣٣٥/٦.
(٢) سورة الأنفال : الآية ٥٨.
(٣) زيادة في الأصل.
(٤) البيت من شواهد الأشموني ٢٦١/٢ وتمامه :
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن |
|
أيّي وأيّك فارس الأحزاب |