١٥٢٤ ـ وقوله تعالى : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) ـ ٣٣ ـ «ما» والفعل مصدر ؛ لا يحتاج إلى عائد. ويجوز أن يكون بمعنى الذي ، ويحذف العائد من «تشربون» ، أي : ممّا تشربونه. وقال الفرّاء (١) : تقديره : ممّا (٢) تشربون منه ، ثم حذفت «منه» ؛ [تقول : شربته وشربت منه](٣).
١٥٢٥ ـ قوله تعالى : (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) ـ ٣٥ ـ «أنّ» بدل من «أنّ» الأولى المنصوبة بقوله : (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ) عند سيبويه (٤). وقال الجرميّ والمبرّد : هي تأكيد للأولى ، لأنّ البدل من «أنّ» لا يكون إلّا بعد تمام صلتها ، ويلزمهما أيضا ألا يجوز التأكيد ؛ لأنّ التأكيد لا يكون إلا بعد تمام الموصول بصلته ، وصلته هو الخبر ، والخبر يتم إلى قوله : «مخرجون» ، ولم يأت بعد. وقال الأخفش : «أنّ» الثانية في موضع رفع بالظرف وهو «إذا» ، تقديره : أيعدكم أنكم إذا متم إخراجكم ، أي وقت موتكم إخراجكم. [و] قوله تعالى : (إِذا مِتُّمْ) إلى قوله : (مُخْرَجُونَ)(٥) ـ ٣٥ ـ في موضع رفع على خبر «أنّ» الأولى ، والعامل في «إذ» مضمر ، كأنك قلت : أيعدكم أنّكم حادث إذا متم إخراجكم ؛ ولا يجوز أن يعمل فيه «إخراجكم» ، لأنه يصير في صلة الإخراج ، وهو مقدم عليه ، وتقديم الصلة على الموصول لا يحسن. ولا يحسن أيضا أن يعمل في «إذا» قوله : «متّم» لأنّ «إذا» مضافة إليه ؛ ولا يعمل المضاف إليه في المضاف ؛ لأنّه بعضه ، وهذا كقولك : اليوم القتال ، ف «اليوم» خبر عن «القتال» والعامل في «اليوم» مضمر ، كأنك قلت : اليوم يحدث القتال ، أو حادث القتال. ولا يجوز أن يعمل في «اليوم» القتال ؛ لأنّه يصير في صلته ، وهو مقدّم عليه ، وذلك غير جائز. وهذا المضمر العامل في الظروف فيه ضمير يعود
__________________
(١) معاني القرآن ٢٣٤/٢.
(٢) في الأصل : «من الذي تشربون منه».
(٣) زيادة في الأصل.
(٤) في(ح ، ظ ، ق ، د ، ك) : «المنصوبة ببعد عند سيبويه». وانظر : الكتاب ٤٦٧/١.
(٥) تمام الآية : (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذٰا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرٰاباً وَعِظٰاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ).