٤٨ ـ قوله تعالى : (كُلَّما) ـ ٢٠ ـ نصب على الظرف ب (مَشَوْا). وإذا كانت (كُلَّما) ظرفا ، فالعامل فيها الفعل الذي هو جواب لها وهو (مَشَوْا) ؛ لأن فيها معنى الشرط ، فهي تحتاج إلى جواب ، ولا يعمل فيها (أَضاءَ) لأنّها في صلة «ما». ومثله : (كُلَّما رُزِقُوا) ـ ٢٥ ـ الجواب : (قالُوا) ، وهو العامل في «كلّ» ، و «ما» اسم ناقص (١) صلته الفعل الذي يليه (٢). وفي «كلما» معنى الشرط.
٤٩ ـ قوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ) ـ ١٧ ـ و «أذهب» بمعنى ، لكنّ الباء تحذف (٣) إذا أدخلت الهمزة.
٥٠ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) ـ ٢١ ـ «أيّ» منادى مفرد مضموم ، و (النَّاسُ) نعت له ، ولا يجوز نصب (النَّاسُ) عند أكثر النحويين ؛ لأنّه نعت لا يجوز حذفه ، فهو المنادى في المعنى ، كأنّه قال : «يا ناس». وأجاز
__________________
(١) أي اسم موصول.
(٢) في أمالي ابن الشجري ٢ / ٤٤٣ : «وأقول : إنه لا يجوز أن تكون (ما) في (كلما) هذه ونظائرها اسما ناقصا ، لأن التقدير فيها إذا جعلتها ناقصة : كل الذي أضاء لهم البرق مشوا في البرق ، لأن الهاء التي في (فيه) تعود على البرق ، ولا ضمير إذن في الصلة يعود على الموصول ، ظاهرا أو مقدرا.
والصحيح أن (ما) هاهنا نكرة موصوفة بالجملة مقدرة باسم الزمان ، فالمعنى : كل وقت أضاء لهم البرق مشوا فيه ، فإن قيل : فإذا كانت نكرة موصوفة بالجملة ، فلا بد أن يعود عليها من صفتها عائد ، كما لا بد أن يعود على الموصول عائد من صلته ؛ فالجواب :
إن الجملة إذا وقعت صفة بخلافها إذا وقعت صلة ؛ لأن الصلة مع الموصول بمنزلة اسم مفرد ، فلا معنى للموصل إلا بصلته ، وليس كذلك الصفة مع الموصوف. وإذا عرفت هذا فالعائد من الجملة الوصفية إلى الموصوف محذوف ، التقدير : كل وقت أضاء لهم البرق فيه مشوا فيه ، فحذفت (فيه) هاهنا كما حذفت من الجملة الموصوف بها في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ـ البقرة : الآية ٤٨ و ١٢٣ ـ التقدير : لا تجزي فيه ، كما قال : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) ـ البقرة : الآية ٢٨١ ـ.
(٣) أي تحذف من «بسمعهم».