١٧٤٣ ـ قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) ـ ٣٣ ـ من كسر (١) القاف جعله من الوقار والتوقر في البيوت ، فيكون مثل «عدن وزنّ» ، [من : وعدن ووزنّ ووقرن ، يقرن ويزنّ ويعدن](٢) ، لأنه (٣) في الأمر محذوف الفاء لتحرك العينات. ويجوز أن يكون من القرار ، فيكون مضعّفا ، يقال : قرّ في المكان يقرّ ؛ هذه اللغة المشهورة ، فيكون أصله : واقررن ، ثمّ يبدل من الراء التي هي عين الفعل ياء ، كراهة التضعيف ، كما أبدلوا في قيراط ودينار ، [أصله : قرّاط ودنّار ، ألا ترى أنه يجمع على الأصل : قراريط ودنانير. وكذلك «واقررن» تبدل من الراء ياء](٤) ، فتصير الياء مكسورة ؛ [لأنها في محل الراء المحذوفة ، فتنقل الكسرة](٥) ، فتلقى حركتها على ما قبلها ، وهي القاف ، وتحذف الياء لسكونها وسكون الراء التي بعدها ، فيستغنى عن ألف الوصل لتحرّك القاف فيصير (وَقَرْنَ). وقيل : بل حذفت الراء الأولى كراهة التضعيف ، كما قالوا : ظلت (٦) ، [والأصل] ظللت ، وألقيت حركتها على القاف ، فحذفت ألف الوصل لتحرّك القاف أيضا.
فأمّا من فتح القاف فهي لغة حكاها أبو عبيد (٧) عن الكسائي أنه يقال : قررت في المكان أقرّ [على فعل يفعل](٨) ، وهي لغة قليلة ، قد أنكرها (٩) المازنيّ وغيره ، ثم جرى الاعتلال على الوجهين المذكورين في الكسر أولا. وقد قيل : هو مأخوذ من : قررت به عينا أقرّ به ، ثم أعلّ على أحد
__________________
(١) الكسر قراءة غير نافع وأبي جعفر وعاصم ، وقرأ هؤلاء بالفتح. النشر ٣٣٤/٢ ؛ والتيسير ص ١٧٩ ؛ والإتحاف ص ٣٥٥.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في سائر النسخ : «لأنه محذوف الفاء وهو الواو».
(٤) في(ح ، د ، ق) : «ظلت» بكسر الظاء ، وكذا تفسير القرطبي ١٧٨/١٤ ؛ وفي القرآن الكريم : (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) سورة الواقعة الآية : ٦٥.
(٥) في(ح ، ظ ، ق ، ك) «أبو عبيدة» وأثبت ما في الأصل و (د) ؛ وتفسير القرطبي.
(٦) زيادة في الأصل.
(٧) في الأصل : «ذكرها» وهو تحريف.