١٧٥٤ ـ قوله تعالى : (إِلَّا ما مَلَكَتْ) ـ ٥٢ ـ (ما) في موضع رفع على البدل من (النِّساءُ) ، أو في موضع نصب على الاستثناء. ولا يجوز أن تكون في موضع نصب ب (مَلَكَتْ) ؛ لأنّ الصلة لا تعمل في الموصول ، وفي الكلام «هاء» محذوفة [من الصلة] ، بها يتمّ الكلام ، تقديره : إلّا ما ملكته يمينك [مما أفاء الله عليك](١). ويجوز أن تجعل (ما) والفعل مصدرا في موضع المفعول ، فيكون المصدر في موضع نصب ، لأنه استثناء ليس من الجنس ، ولا يحتاج إلى حذف هاء ، تقديره : إلا ملك يمينك ، وملك بمعنى مملوك ، فيكون بمنزلة قولهم : هذا درهم ضرب الأمير ، أي : مضروبه (٢).
١٧٥٥ ـ [قوله تعالى : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ)] ـ ٥٣ ـ (إِناهُ) ظرف زمان ، [أي وقته](٣) ، وهو مقلوب من «آن» الذي بمعنى الحين ، قلبت النون قبل الألف ، وغيّرت الهمزة إلى الكسر ، فمعناه : غير ناظرين آنه ، أي حينه ، ثم قلب ، وغيّر على ما ذكرنا.
ونصب (غَيْرَ) على الحال من الكاف والميم في «لكم» ، والعامل فيه (يُؤْذَنَ). ولا يحسن أن تجعل (غَيْرَ) وصفا للطعام ، لأنه يلزم فيه أن تظهر الضمير الذي في (ناظِرِينَ) ، فيلزم أن تقول : غير ناظرين أنتم إناه ، لأنّ اسم الفاعل إذا جرى صفة أو خبرا أو حالا أو صلة ، على غير من هو له ، لم يستتر فيه ضمير الفاعل ، وذلك في الفعل جائز ، فلو قال في الكلام : إن أذن لكم إلى طعام لا تنتظرون إناه ، فكلوا ، لجاز أن تكون «لا تنتظرون» وصفا للطعام ، وأن تكون حالا من الكاف والميم في «لكم» ؛ ألا ترى أنّك تقول : زيد تضربه ، فزيد مبتدأ ، وتضربه خبر له ، وهو فعل للمخاطب ليس هو لزيد ، وفيه ضمير المخاطب مستتر ، ولو لا الهاء ما كان خبرا لزيد ؛ لأنه لم يعد عليه شيء من سببه ولا من ذكره ، فلو جعلت في موضع تضربه «ضاربه» ، لم يكن بدّ من إظهار الضمير ، فتقول : زيد ضاربه أنت ، أو أنا. وكذلك قياس : الذي تضربه زيد ، ف «تضربه» صلة الذي ،
__________________
(١) زيادة في الأصل.
(٢) في الأصل : «مضروب الأمير».