سماوات ، فحرف الجر محذوف مع الهاء والنون ، كما قال : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً)(١) ، أي من قومه ، ثم حذف الحرف فانتصب ما بعده. وإنما عاد الضمير بلفظ الجمع على السماء ـ ولفظها واحد ـ لأنها جمع «سماوة» و «سماءة» كتمرة وتمر ، فهو جمع ، بينه وبين واحده الهاء ، فلما حذفت الهاء في الجمع انقلبت الواو همزة ، كما قلبوها في «الدعاء» و «الكساء» ، وأصل الهمزة الواو ، لأنه من دعا يدعو ، وكسا يكسو.
٦٧ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) ـ ٣٠ ـ (إِذْ) في موضع نصب بإضمار فعل تقديره : واذكر يا محمّد إذ قال. ولا يعمل فيها (قالَ) لأن (إِذْ) مضافة إلى الجملة التي بعدها ؛ والمضاف إليه لا يعمل في المضاف.
٦٨ ـ قوله تعالى : (أَتَجْعَلُ فِيها) ـ ٣٠ ـ «الألف» ألف استرشاد وسؤال عن فائدة ؛ وليس هو إنكارا ، إذ لفظه لفظ الاستفهام (٢). وقيل : هو تعجّب ، تعجّبت الملائكة من قدرة الله.
٦٩ ـ قوله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ) ـ ٣٠ ـ يحسن أن يكون (أَعْلَمُ) فعلا للمخبر عن نفسه ؛ لأن قبله إخبارا عن النفس ، وهو (إِنِّي). ويجوز أن يكون اسما بمعنى فاعل (٣) ، إذ جاز أن يكون فعلا ، فيقدّر فيه التنوين ، [ولكن لا ينصرف ، فتنصب (ما) به أيضا](٤).
__________________
(١) سورة الأعراف : آية ١٥٥.
(٢) عبارة «الألف ألف .. الاستفهام» مكررة في (ح).
(٣) رد أبو حيان في البحر ١ / ١٤٤ على مكي جواز كون «أَعْلَمُ» اسما بمعنى عالم ، ونفى ذلك ، وإن سمع القليل منه فالقياس ينفيه ، وكذلك رأي النحويين القدماء ، عدا أبي عبيدة ، وقد قالوا : إن «أفعل» لا يخلو من التفضيل ، ولا يحفظ : هذا الرجل أضرب عمرا ، بمعنى ضارب ، ولا : مررت برجل أكسى زيدا جبة ، بمعنى كاس زيدا جبة.
وقد تابع أبا حيان فيما ذهب إليه السفاقسي في كتابه المجيد ٦٩ / ب و ٧٠ / أ.
(٤) ما بين قوسين غامض في (ح) وأثبت ما في (ظ. ق).