نداء ، ولا حذف في الكلام. [ولا يجوز عند سيبويه (١) حذف حرف النداء من المبهم ؛ وأجازه الكوفيون. وقيل : هو استفهام بمعنى التنبيه ، وأضمر معادلا للألف تقديره : أمن هو قانت يفعل كذا كمن هو بخلاف ذلك ، ودلّ على المحذوف قوله : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ، وهذا أقوى]. ومن شدّد (أَمَّنْ) فإنما أدخل «أم» على «من» ، وأضمر لها معادلا أيضا قبلها ، والتقدير : العاصون ربّهم خير أم من هو قانت آناء الليل ، و «من» بمعنى الذي ، وليست باستفهام ؛ لأن «أم» لا تدخل على ما هو استفهام ؛ لأنها للاستفهام ، [ولا يدخل استفهام على استفهام](٢) ، ودلّ على هذا الحذف حاجة «أم» (٣) إلى المعادلة ، ودلّ عليه أيضا قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٤).
١٨٩٩ ـ قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) ـ ١٠ ـ ابتداء ، و (لِلَّذِينَ) الخبر ، و (فِي هذِهِ) متعلقة ب (أَحْسَنُوا) ، على أنّ «حسنة» هي الجنة ، والجزاء في الآخرة ، أو متعلقة ب «حسنة» ، على أنّ الحسنة ما يعطى العبد في الدنيا مما يستحبّ فيها. وقيل : هي ما يعطى من موالاة الله تعالى إياه ومحبته له ، والجزاء في الدنيا ؛ والأول أحسن ، لأنّ الدنيا ليست بدار جزاء.
١٩٠٠ ـ قوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا) ـ ٢٨ ـ (قُرْآناً) توطئة للحال ، و (عَرَبِيًّا) حال. وقيل : (قُرْآناً) توكيد لما قبله ، و «عربي» حال من القرآن.
١٩٠١ ـ قوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) ـ ٤٤ ـ (جَمِيعاً) نصب على الحال ، وجاء «جميع» وليس قبله إلا لفظ واحد ، لأنّ «الشفاعة» مصدر يدل على القليل والكثير ، فحمل «جميع» على المعنى.
__________________
(١) الكتاب لسيبويه ٣٢٥/١.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في الأصل : «حاجته» بغير أم.
(٤) انظر : الكشف ٢٣٧/٢ ؛ والبيان ٣٢٢/٢ ؛ والعكبري ١١٥/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٣٨/١٥.