١٩٦٥ ـ قوله تعالى : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ ٢٦ ـ (الَّذِينَ) في موضع نصب ، لأن المعنى : ويجيب الله الذين آمنوا. وقيل : هو على حذف اللام ، أي : يستجيب الله للذين آمنوا إذا دعوا.
١٩٦٦ ـ قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ـ ٣٠ ـ من قرأ [«فيما»] بالفاء جعلها جواب الشرط ؛ لأنّ «ما» للشرط. ومن قرأ (١) بغير فاء فعلى حذف الفاء وإرادتها ، وحسن ذلك ؛ لأنّ (ما) لم تعمل في اللفظ شيئا ؛ لأنها دخلت على لفظ الماضي. وقيل : بل جعل (ما) بمعنى الذي ، فاستغنى عن الفاء ، لكنه جعله مخصوصا. وإذا كانت (ما) للشرط كان عاما في كل مصيبة ، فهو أولى وأقوى في المعنى ، وقد قال الله تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(٢) ، فلم يأت بالفاء في الجواب.
١٩٦٧ ـ وقوله تعالى : (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ) ـ ٣٥ ـ من نصب الميم فعلى إضمار «أن» ، لأنّه مصروف عن العطف على ما قبله ؛ لأنّ الذي قبله شرط وجزاء ، وذلك غير واجب (٣) ، فصرفه عن العطف على اللفظ ، وعطفه على مصدر الفعل الذي قبله ، والمصدر اسم ، فلم يمكن عطف فعل على اسم ، فأضمر «أن» لتكون مع الفعل مصدرا ، فيعطف حينئذ مصدر على مصدر ، فلذلك أضمر «أن» ونصب بها الفعل. فأمّا من رفعه (٤) فإنه على الاستئناف ، لمّا لم يحسن العطف على ما قبله ؛ وهو الشرط.
__________________
(١) وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر ، وقرأ الباقون بالفاء. التيسير ص ١٩٥ ؛ والنشر ٣٥٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٨٣.
(٢) سورة الأنعام : الآية ١٢١.
(٣) في الكشف ٢٥١/٢ : «... ومعنى الصرف أنه لما كان قبله شرط وجواب ، وعطف عليه «وَيَعْلَمَ» لم يحسن في المعنى ، لأن علم اللّه واجب ، وما قبله غير واجب ....».
(٤) قرأ بالرفع نافع وابن عامر وأبو جعفر ، وقرأ الباقون بنصب الميم. التيسير ص ١٩٥ ؛ والنشر ٣٥٢/٢ ؛ والإتحاف ص ٣٨٣.