من «النجوى» ، و «النجوى» بمعنى المتناجين ، كما قال تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ)(١). ويجوز في الكلام رفع (ثَلاثَةٍ) على البدل من موضع (نَجْوى) ، لأنّ موضعها رفع ، و (مِنْ) زائدة. ولو نصبت (ثَلاثَةٍ) على الحال من المضمر المرفوع في (نَجْوى) ، إذا جعلته بمعنى المتناجين ، جاز في الكلام.
٢٢٢٣ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) ـ ١٨ ـ (جَمِيعاً) نصب على الحال ، [أي مجتمعين](٢).
٢٢٢٤ ـ قوله تعالى : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ) ـ ١٩ ـ هذا مما جاء على أصله ، وشذّ عن القياس ، وكان قياسه : استحاذ عليهم ، كما يقال : استقام الأمر ، واستجاب الداعي (٣).
٢٢٢٥ ـ قوله تعالى : (آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ) ـ ٢٢ ـ أصل «أب» : أبو ، على وزن «فعل» ؛ دليله قولهم : «أبوان» في التثنية ، وحذفت الواو منه لكثرة الاستعمال ؛ ولو جرى على أصول الاعتلال والقياس لقلت : «أباك» في الرفع والنصب والخفض ، ولقلت : «أبا» في الرفع والنصب والخفض ، بمنزلة : عصا وعصاك. وبعض العرب يفعل فيه ذلك ، ولكن جرى على غير قياس الاعتلال في أكثر اللغات ، وحسن فيه ذلك لكثرة استعماله (٤) وتصرفه. فأمّا «ابن» فالساقط [منه] ياء ، [وهي لام الفعل](٢) ، وأصله : «بني» مشتق من : بنى يبني ، والعلة فيه كالعلة في «أب».
و [قد] قيل : إنّ السّاقط منه واو ، لقولهم : «البنوّة» ، [وهو غلط ؛ لأنّ «البنوّة»] وزنها «الفعولة» ، وأصله : «البنوية» ، فأدغمت الياء ، [وهي
__________________
(١) سورة النساء : الآية ١١٤.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في الأصل : «للداعي».
(٤) في الأصل : «الاستعمال».