أَنْفَقْتُمْ) (١) ، فإذا اقتصرت على واحد ، جاز أن يتعدى بحرف جر إلى ذلك الواحد ، نحو قوله تعالى : سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ ، تقديره : سأل سائل النبيّ بعذاب ؛ [أي عن عذاب] (٢) ، والباء بمعنى «عن». وإذا جعل «سال» من (٣) «السيل» ، لم تكن الباء بمعنى «عن» ، وكانت على بابها ، وأصلها للتعدي. وأما الهمزة في «سائل» فتحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون أصلية من السؤال.
والثاني : أن تكون بدلا من واو على لغة[من قال] : سلت أسال ، كخفت أخاف.
والثالث : أن تكون بدلا من باء ، على أن تجعل «سال» (٤) من السّيل (٥).
٢٣٣٥ ـ قوله تعالى : (يَوْمَ تَكُونُ السَّمٰاءُ كَالْمُهْلِ) ـ ٨ ـ العامل في الظرف «نَرٰاهُ». ويجوز أن تكون بدلا من «قريب» ، والعامل في «قريب» «نَرٰاهُ» ، وقيل : العامل فيه (يُبَصَّرُونَهُمْ) ـ ١١ ـ والهاء والميم في «يُبَصَّرُونَهُمْ» [مفعول بها] ٢ ؛ تعود على الكفار ، والمضمر المرفوع ل «المؤمنين» ، أي يبصر المؤمنون الكافرين يوم القيامة ، أي : يرونهم فينظرون إليهم في النار. وقيل : تعود على «الحميم» وهو بمعنى الجمع ، أي يبصّر الحميم حميمه. وقيل : المضمران يعودان على الكفار ، أي : يبصر التابعون المتبوعين في النار.
٢٣٣٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّهٰا لَظىٰ) ـ ١٥ ـ (نَزّٰاعَةً) ـ ١٦ ـ «لَظىٰ» خبر «إنّ» في موضع رفع ، و «نَزّٰاعَةً» خبر ثان (٦). [وقيل : إنّ «لَظىٰ» في موضع
__________________
(١) سورة الممتحنة : الآية ١٠.
(٢) زيادة في الأصل.
(٣) في الأصل : «بمعنى».
(٤) في الأصل : «سال يسيل».
(٥) الكشف ٣٣٤/٢ ؛ والعكبري ١٤٤/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٧٨/١٨ ، وما بعده.
(٦) وذلك على قراءة من رفع «نزاعة» وهي قراءة الجمهور.