إنما انتصب «والظالمين» لأنّ الواو التي معها (١) ظرف للفعل وهو «أعدّ» ، وهذا كلام لا يتحصّل معناه. ويجوز رفع «الظالمين» على الابتداء ، وما بعده خبره ؛ وقد ذكر الأصمعي أنّه سمع من يقرأ (٢) بذلك ؛ [«والظالمون أعدوا»] (٣) ، وليس بمعمول به في القرآن ، لأنّه مخالف لخط المصحف ولجماعة القرّاء.
وقد جعله الفراء (٤) في الرفع بمنزلة قوله : (وَالشُّعَرٰاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغٰاوُونَ) (٥) ، وليس مثله ؛ لأن «والظالمين» قبله فعل عمل في مفعول ، فعطف الجملة على الجملة ، فوجب أن يكون الخبر (٦) في الجملة الثانية منصوبا ، كما كان المخبر في الجملة الأولى في قوله : (يُدْخِلُ مَنْ يَشٰاءُ) ، وقوله تعالى : «والشعراء» قبله جملة من ابتداء وخبر ، فوجب أن تكون الجملة الثانية كذلك. فالرفع هو الوجه في «الشعراء» ، ويجوز النصب في غير القرآن. والنصب هو الوجه في «والظالمين» ، ويجوز الرفع في غير القرآن. فهذا أصل يعتمد عليه في هذا الباب (٧).
__________________
(١) في سائر النسخ : «معه».
(٢) قرأ به ابن الزبير ، وأبان بن عثمان ، وابن أبي عبلة. تفسير البحر المحيط ٤٠٢/٨.
(٣) زيادة في الأصل.
(٤) معاني القرآن ٢٢٠/٣.
(٥) سورة الشعراء : الآية ٢٢٤.
(٦) في الأصل : «المخبر».
(٧) في هامش الأصل عبارة «بلغت مقابلة».