وقال (ذلك لمن لّم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام) [الآية ١٩٦] وإذا وقفت قلت : «حاضري» لأن الياء إنما ذهبت في الوصل لسكون اللام من «المسجد» ، وكذلك (غير محلّى الصّيد) [المائدة : الآية ١] وقوله (عمّ يتساءلون) (١) [النّبإ : الآية ١] و (فيم أنت من ذكراها) (٤٣) [النّازعات : الآية ٤٣] وأشباه هذا مما ليس هو حرف إعراب. وحرف الإعراب الذي يقع عليه الرفع والنصب والجر ونحو «هو» و «هي» ، فإذا وقفت عليه فأنت فيه بالخيار إن شئت ألحقت الهاء وإن شئت لم تلحق.
وقد قالت العرب في نون الجميع ونون الاثنين في الوقف بالهاء فقالوا : «هما رجلانه» و «مسلمونه» و «قد قمته» إذا أرادوا : «قد قمت» وكذلك ما لم يكن حرف إعراب إلا أن بعضه أحسن من بعض ، وهو في المفتوح أكثر. فأما «مررت بأحمر» و «يعمر» فلا يكون الوقف في هذا بالهاء لأن هذا قد ينصرف عن هذا الوجه. وكذلك ما لم يكن حرف إعراب ثم كان يتغير عن حاله فإنه لا تلحق فيه الهاء إذا سكت عليه.
وأما قوله (إني أريد أن تبوء بإثمي واثمك) [المائدة : ٢٩] فإذا وقفت قلت «تبوء» لأنها «أن تفعل» فإذا وقفت على «تفعل» لم تحرّك. قال (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّءا) [يونس : ٨٧] إذا وقفت عليه لأنه «أن تفعّلا» وأنت تعني فعل الاثنين فهكذا الوقف عليه قال (ولقد بوّأنا بنى إسراءيل مبوّأ صدق) [يونس : الآية ٩٣] فإذا وقفت قلت : «مبوّأ» ولا تقول «مبوّءا» لأنه مضاف ، فإذا وقفت عليه لم يكن ألف. ولو أثبت فيه الألف لقلت في وقف (غير محلّى الصّيد) [المائدة : الآية ١] : «محلين» ولكنه مثل «رأيت غلامي زيد» فإذا وقفت قلت : «غلامي».
وقال (فلمّا ترءا الجمعان) [الشّعراء : الآية ٦١] فإذا وقفت قلت : «تراءى» ولم تقل : «تراءيا» لأنك قد رفعت الجمعين بذا الفعل ، ولو قلت : «تراءيا» كنت قد جئت باسم مرفوع بذا الفعل وهو الألف ويكون قولك «الجمعان» ليس بكلام إلا على وجه آخر.
وقال (فإذا أفضتم مّن عرفت فاذكروا الله عند المشعر الحرام) [الآية ١٩٨] فصرف «عرفات» لأنها تلك الجماعة التي كانت تتصرف ، وإنما صرفت لأن الكسرة والضمة في التاء صارت بمنزلة الياء والواو في «مسلمين» و «مسلمون» لأنه تذكيره ، وصارت التنوين في نحو «عرفات» و «مسلمات» بمنزلة النون. فلما سمي به ترك على حاله كما يترك «مسلمون» إذا سمي به على حاله