فيا ظبية الوعساء بين جلاجل |
|
وبين النّقا أأنت أم أمّ سالم (١) |
على : «أأنت هي أم أم سالم» أي : أشكلت عليّ بشبه أمّ سالم بك. وكل هذا قد أضمر الخبر فيه. ومثل ذلك (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) [الحديد : ١٠] فلما قال (أولئك أعظم درجة مّن الّذين أنفقوا من بعد وقتلوا) [الحديد : الآية ١٠] كان فيه دليل على معنى (لا يستوى منكم مّن أنفق من قبل الفتح) [الحديد : الآية ١٠] «ومن أنفق من بعد الفتح» أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء.
وقال (ولا تتّبعوا خطوات الشّيطن) [الآية ٢٠٨] لأن كل اسم على «فعلة» خفيف إذا جمع حرك ثانية بالضم نحو «ظلمات» و «غرفات» لأن مخرج الحرفين بلفظ واحد إذا قرب أحدهما من صاحبه كان أيسر عليهم. وقد فتحه بعضهم فقال : «الركبات» و «الغرفات» و «الظلمات» ، وأسكن بعضهم ما كان من الواو كما يسكن ما كان من الياء نحو «كليات» أسكن اللام لئلا تحوّل الياء واوا فأسكنها في «خطوات» لأن الواو أخت الياء. وما كان على «فعلة» نحو : «سلوة» و «شهوة» حرّك ثانية في الجمع بالفتح نحو «سلوات» و «شهوات» ، فإذا كان أوله مكسورا كسر ثانية نحو «كسرة» و «كسرات» ، و «سدرة» ، و «سدرات». وقد فتح بعضهم ثاني هذا كما فتح ثاني المضموم واستثقل الضمتين والكسرتين. وما كان من نحو هذا ثانيه واو أو ياء أو التقى فيه حرفان من جنس واحد لم يحرّك ، نحو : «دومة» و «دومات» ، «وعوذة» و «عوذات» وهي : المعاذة ، و «بيضة» و «بيضات» ، و «ميتة» و «ميتات» ، لأن هذا لو حرّك لتغير وصار ألفا فكان يغير بناء الاسم فاستثقلوا ذلك.
وقالوا : «عضة» و «عضات» فلم يحركوا لأن هذا موضع تتحرك فيه لام الفعل فلا يضعف ولو لا أنه حرك لضعف وأكثر ما في «الظلمات» و «الكسرات» وما أشبههما أن يحرك الثاني على الأول. وقد دعاهم ذلك إلى أن قالوا «أذكر» فضموا الألف لضمة الكاف وبينها حرف فذلك أخلق. وقد قال بعضهم : «أنا أنبوك» و «أنا أجوك» فضم الباء والجيم لضمة الهمزة ليجعلها على لفظ واحد ، فهذا أشد من ذاك. وقال : «هذا هو منحدر من الجبل» يريد «منحدر» فضم الدال لضمة الراء ، كما ضم الباء والجيم في «أنبوك» و «أجوك».
__________________
(١) تقدم البيت مع تخريجه برقم ١٤.