وقال (هل ينظرون إلّا أن يأتيهم الله فى ظلل مّن الغمام والملئكة) [الآية ٢١٠] على «وفي الملائكة». وقال بعضهم (والملئكة) أي : وتأتيهم الملائكة. والرفع هو الوجه وبه نقرأ ، لأنه قد قال ذلك في غير مكان. قال (وجاء ربّك والملك) [الفجر : الآية ٢٢] وقال (إلا أن تأتيهم الملائكة ويأتي ربك) [الأنعام : ١٥٨] و «الملك» في هذا الموضع جماعة كما تقول : «أهلك الناس الدينار والدرهم» و «هلك البعير والشّاء» تريد : جماعة الإبل والشاء. وقوله (إلّا أن يأتيهم الله) [الآية ٢١٠] يعني أمره ، لأنّ الله تبارك وتعالى لا يزول كما تقول : «قد خشينا أن تأتينا بنو أميّة» وإنما تعني حكمهم.
وقال (وما اختلف فيه إلّا الّذين أوتوه من بعد ما جآءتهم البيّنت بغيا بينهم) [الآية ٢١٣] يقول : «وما اختلف فيه إلّا الذين أوتوه بغيا بينهم من بعد ما جاءتهم البيّنات».
وقال (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) [الآية ٢١٦] وقال بعضهم (حملته امه كرها) [الأحقاف : ١٥] وقال بعضهم : (كرها) وهما لغتان مثل «الغسل» و «الغسل» ، و «الضّعف» و «الضّعف» إلا أنه قد قال بعضهم إنه إذا كان في موضع المصدر كان «كرها» كما تقول : «لا تقوم إلا كرها» وتقول : «لا تقوم إلا على كره» وهما سواء مثل «الرّهب» و «الرّهب» وقال بعضهم : «الرّهب» كما قالوا : «البخل» و «البخل» و «البخل». وإنما قال (كره لّكم) [الآية ٢١٦] أي : ذو كره وحذف «ذو» كما قال (وسئل القرية) [يوسف : الآية ٨٢].
وقال (وصدّ عن سبيل الله) [الآية ٢١٧].
وقال (وكفر به والمسجد الحرام) [الآية ٢١٧] على «وصدّ عن المسجد الحرام».
ثم قال : (وإخراج أهله منه أكبر) [الآية ٢١٧] على الابتداء.
وقال : (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعملهم) [الآية ٢١٧] فضعّف لأن أهل الحجاز إذا كانت لام الفعل ساكنة ضعفوا وهي ها هنا ساكنة أسكنها بالجزاء. وقال : (ومن يرتدّ منكم عن دينه فسوف) [المائدة : ٥٤] فلم يضاعف في لغة من لا يضاعف لأن من لا يضاعف كثير.