قالوا) [الجاثية : ٢٥] ف (أن قالوا) [الآية ١٤٧] هو الاسم الذي يرفع ب (وكان) لأن (أن) الخفيفة وما عملت فيه بمنزلة اسم تقول : «أعجبني أن قالوا» وإن شئت رفعت أول هذا كله وجعلت الآخر في موضع نصب على خبر كان. قال الشاعر : [الطويل]
١٦٠ ـ لقد علم الأقوام ما كان داءها |
|
بثهلان إلّا الخزي ممّن يقودها (١) |
وإن شئت «ما كان داؤها إلّا الخزي».
وقال تعالى (إذ تصعدون ولا تلون على أحد) [الآية ١٥٣] (١٥٣) لأنك تقول : «أصعد» أي : مضى وسار و «أصعد الوادي» أي : انحدر فيه. وأما «صعد» فإنه : ارتقى.
وقال (فأثبكم غمّا بغمّ) [الآية ١٥٣] أي : على غمّ. كما قال (فى جذوع النّخل) [طه : الآية ٧١] ومعناه : على جذوع النخل. وكما قال : «ضربني في السيف» يريد «بالسيف» وتقول : «نزلت في أبيك» أي : على أبيك.
وقال تعالى (إنّ الأمر كلّه لله) [الآية ١٥٤] إذا جعلت «كلّا» اسما كقولك : «إنّ الأمر بعضه لزيد» وإن جعلته صفة نصبت. وإن شئت نصبت على البدل ، لأنك لو قلت «إنّ الأمر بعضه لزيد» لجاز على البدل ، والصفة لا تكون في «بعض». قال الشاعر : [الكامل]
١٦١ ـ إنّ السّيوف غدوّها ورواحها |
|
تركا فزارة مثل قرن الأعضب (٢) |
فابتدأ «الغدوّ» و «الرواح» وجعل الفعل لهما. وقد نصب بعضهم «غدوّها ورواحها» وقال : «تركت هوازن» فجعل «الترك» ل «السيوف» وجعل «الغدوّ» و «الرواح» تابعا لها كالصفة حتى صار بمنزلة «كلّها». وتقول (إنّ الأمر كلّه لله) [الآية ١٥٤] على التوكيد أجود وبه نقرأ.
وقال تعالى (لبرز الّذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) [الآية ١٥٤] وقد قال بعضهم (القتل) و (القتل) فيما نرى ، وقال بعضهم (إلى قتالهم) و (القتل)
__________________
(١) البيت لمغلس الأسدي في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٧٨ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥ / ١٨٤ ، وشرح المفصل ٧ / ٩٦ ، والكتاب ١ / ٥٠ ، والمحتسب ٢ / ١١٦.
(٢) البيت للأخطل في ديوانه ص ٣٢٩ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٩٩ ، ٢٠١ ، ولسان العرب (عضب) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٥٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٤١.