القوم وأجرى اللفظ في «القرية» عليها ، إلى قوله (الّتى كنّا فيها) [يوسف : الآية ٨٢] ، وقال (أهلكنهم) [الآية ٥٩] ولم يقل «أهلكناها» حمله على القوم كما قال «وجاءت تميم» وجعل الفعل ل «بني تميم» ولم يجعله ل «تميم» ولو فعل ذلك لقال : «جاء تميم» وهذا لا يحسن في نحو هذا لأنه قد أراد غير تميم في نحو هذا الموضع فجعله اسما ولم يحتمل إذا اعتل أن يحذف ما قبله كله يعني التاء من «جاءت» مع «بني» وترك الفعل على ما كان ليدل على أنه قد حذف شيئا قبل «تميم».
وقال (لا أبرح) [الآية ٦٠] أي : لا أزال. قال الشاعر : [الطويل]
٢٤٥ ـ وما برحوا حتّى تهادت نساؤهم |
|
ببطحاء ذي قار عياب اللّطائم (١) |
أي : ما زالوا.
وأما (خشينا) [الآية ٨٠] فمعناه : كرهنا ، لأنّ الله لا يخشى. وهو في بعض القراءات (فخاف ربك) وهو مثل «خفت الرّجلين أن يقولا» وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما.
وقال (ءاتنا غداءنا) [الآية ٦٢] إن شئت جعلته من «آتى الغداء» أو «أئية» كما تقول «ذهب» و «أذهبته» وإن شئت من «أعطى» وهذا كثير.
وقال (يأجوج ومأجوج) [الآية ٩٤] فهمز وجعل الألف من الأصل وجعل «يأجوج» من «يفعول» و «مأجوج» [من] ، «مفعول» والذي لا يهمز يجعل الألفين فيهما زائدتين ويجعلهما من فعل مختلف ويجعل «ياجوج» من «يججت» و «ماجوج» من «مججت».
وقال (ما مكّنّى فيه ربّى خير) [الآية ٩٥] فأدغم ورفع بقوله (خير) لأن (ما مكّنّى) اسم مستأنف.
وقال (فما اسطعوا) [الآية ٩٧] لأن لغة للعرب تقول «اسطاع» «يسطيع» يريدون به «استطاع» «يستطيع» ولكن حذفوا التاء إذا جامعت الطاء لأن مخرجهما واحد. وقال بعضهم «استاع» فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم «أسطاع» «يسطيع» فجعلها من القطع كأنها «أطاع» «يطيع» فجعل السين عوضا عن إسكان الياء.
وقال (بالأخسرين أعملا) [الآية ١٠٣] لأنه لما أدخل الألف واللام والنون في
__________________
(١) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.