وهما لغتان. وقال بعضهم «يخطّف» وهو قول يونس من «يختطف» فأدغم التاء في الطاء لأن مخرجها قريب من مخرج الطاء. وقال بعضهم «يخطّف» فحول الفتحة على الذي كان قبلها ، والذي كسر كسر لاجتماع الساكنين فقال «يخطّف» ومنهم من قال «يخطّف» كسر الخاء لاجتماع الساكنين ثم كسر الياء اتبع الكسرة الكسرة وهي قبلها كما اتبعها في كلام العرب كثيرا ، يتبعون الكسرة في هذا الباب الكسرة يقولون «قتلوا» و «فتحوا» يريدون : «اقتلوا» و «افتحوا». قال أبو النجم (١) : [الرجز]
٢٩ ـ تدافع الشيب ولم تقتّل (٢)
وسمعناه من العرب مكسورا كله ، فهذا مثل «يخطف» إذا كسرت ياؤها لكسرة خائها وهي بعدها فأتبع الآخر الأول.
وقوله (ولو شاء الله لذهب بسمعهم) [الآية ٢٠] فمنهم من يدغم ويسكن الباء الأولى لأنهما حرفان مثلان. ومنهم من يحرك فيقول «لذهب بسمعهم» وجعل «السمع» في لفظ واحد وهو جماعة لأن «السمع» قد يكون جماعة وقد يكون واحدا ومثله قوله (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) [الآية ٧] ومثله قوله (لا يرتدّ إليهم طرفهم) [إبراهيم : الآية ٤٣] وقوله (فإن طبن لكم عن شىء مّنه نفسا) [النّساء : الآية ٤] ومثله (ويولّون الدّبر) [القمر : الآية ٤٥].
وقوله (فلا تجعلوا لله أندادا) [الآية ٢٢] فقطع الألف لأنه اسم تثبت الألف فيه في التصغير فإذا صغرت قلت : «أنيدادا». وواحد «الأنداد» : ندّ. و «الندّ» : المثل.
__________________
(١) أبو النجم العجلي : هو الفضل أو المفضل بن قدامة. شاعر إسلامي راجز مشهور ، من بني عجل بن بكر ، مقدم عند جماعة من أهل العلم على العجّاج ، كان يقصّد فيجيد. عاش أبو النجم إلى أيام هشام بن عبد الملك ، توفي سن ١٠٥ ه (معجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ٤٩٢).
(٢) الرجز لأبي النجم في جمهرة اللغة ص ٤٠٧ ، ولسان العرب (عصب) (لجج) ، (خلل) ، (فلن) ، والطرائف الأدبية ص ٦٦ ، والمنصف ٢ / ٢٢٥ ، والممتع في التصريف ٢ / ٦٤٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٨٩ ، والدرر ٣ / ٣٧ ، وسمط اللآلي ص ٢٥٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٣٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١١٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٠ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٢٨ ، والكتاب ٢ / ٢٤٨ ، ٣ / ٤٥٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٨ ، وتهذيب اللغة ٢ / ٤٨ ، وتاج العروس (عصب) ، (فلن) ، ومقاييس اللغة ٤ / ٤٤٧ ، ٥ / ٢٠٢ ، ومجمل اللغة ٤ / ٦١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٣ ، المسالك ٤ / ٤٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٢٧ ، وشرح المفصل ١ / ٤٨ ، والمقتضب ٤ / ٢٣٨ ، والمقرب ١ / ١٨٢ ، وهمع الهوامع ١ / ١٧٧.